
سامرعبد الكريم عجيل
لقد كان التصميم الداخلي ولا زال نتاج فعل الانتقالات الحاصلة في الحياة العامة بأشكالها المختلفة بوصفه مظهراً من مظاهر الثقافة عبّر العصور، بل ومرآة تعكس رقي حسي وجمالي، وعنوان للإبداع في كل بيئة تتصف بالتجديد والانبعاث.
فضلاً عن انه أستمد ديمومته من سعة الانتقالات التي مرّ بها عبّر المراحل السابقة وحتى الوقت الحاضر، ولاسيما ارتباطه مع العمارة بشكل عام ضمن تلك الانتقالات التي اتخذت حيزاً واسعاً في طروحاتها بوصفها مصطلح نقدي يصف الأشكال والتكوينات التصميمية التي أنتجت واقتصرت ضمن فترات على إسهامات محددة لواقع الشكل وقواعد التركيب أو الاشتقاق
لكونهما حقلين يعزز كل منهما الآخر، إذ تكون الجهود النهائية لأي تصميم داخلي ناجح قد حققت نتائجه بتكاملية الحقلين في سعيهما للوصول إلى التكامل داخل الفضاء الداخلي نفسه ,لذا فالانتقالات فعل لإقرار الشكل النهائي تبعاً لظروف محيطة تؤسس له وتحدد طبيعته مادياً وفكرياً، مما يستدعي تكوين أشكال جديدة اعتماداً على تكوينات بنائية أساسية قد تكون موجودة في الطبيعة أو في الوسط المادي الذي ابتكره المصمم الداخلي
وهذا ما جعل الانتقال في التصميم الداخلي ضرورة حتمية للوصول إلى الشكل الجديد عبّر نشاط ذهني يجسده المصمم الداخلي باتخاذه عناصر مادية في تكوين معين ضمن بيئة معينة لإعطائه قيماً وظيفية عامة تتسم بالحركة والتجدد ، أي إنه في استمرارية دائمة بين الابتكار والإبداع.
وهذا الأمر تطلب البحث عن متغيرّات جديدة في التصميم الداخلي عبر اقتراح مرتكزات تصميمية يكون لها انعكاس وظيفي واضح في طبيعة تنظيم عناصر الفضاء الداخلي وعلاقاتها.
عن طريق توفير بيئة داخلية تفي بمتطلبات التصميم الظاهرة منها والكامنة، على أن تعكس فكرة الانتقال التعبير الوظيفي، والحس الجمالي، فضلاً عن الاحتياجات النفسية للمتلقي ضمن مكانه، ومن ثم مجتمعه
وبذلك أصبح الانتقال في التصميم الداخلي سمة من سمات أي عصر، إذ يتشعب ويتداخل في نسيج بنائه الحضاري بشكله المباشر أو غير المباشر، فأحياناً يكون آنياً ومتوقعاً، وأخرى جذرياً ومفاجئاً فيولّد طفرةً وانقلاباً، ومنه ما يرتبط باكتشاف علمي جديد أو اكتشاف مادي مما يتطلب استحداث تصاميم داخلية جديدة تخضع لمؤثرات تصميمية عديدة.